مراحل المشي عند الرضع
المشي يُعدّ من أهم محطات التطور الحركي في حياة الطفل. فهو ليس مجرد خطوة جديدة، بل يعكس نمو الطفل الجسدي والعصبي ويُشكل أساس قدرته المستقبلية على الاستكشاف والاعتماد على الذات. غالباً ما تتساءل الأمهات الجدد عن الوقت المثالي الذي يبدأ فيه الطفل بالمشي وما إذا كان تأخره يستدعي القلق. في هذا الدليل الشامل، سوف نستعرض جميع مراحل تطور المشي عند الأطفال، العوامل التي قد تؤثر على التوقيت، النصائح لتحفيز المشي، وأسباب تأخر المشي وكيفية التعامل معها.
متى يبدأ معظم الأطفال بالمشي؟
العمر الطبيعي للمشي عند الأطفال
في المتوسط، يبدأ معظم الأطفال بالمشي بين عمر 12 و15 شهراً. ولكن من المهم أن نفهم أن هذا ليس قاعدة صارمة؛ بعضهم قد يبدأ قبل ذلك بعمر 9 أشهر، والبعض الآخر قد يبدأ بعد ذلك عند 16 إلى 18 شهراً دون وجود مشكلة طبية تُذكر.
العوامل المؤثرة على وقت المشي
- الوراثة
القدرة على المشي قد تتأثر ببعض العوامل الوراثية. إذا كانت العائلة معروفة بمراحل تطور بطيئة، فقد يكون الأمر طبيعيًا بالنسبة للطفل.
- البيئة
البيئة التي يعيش فيها الطفل تلعب دورًا مهمًا. الأطفال الذين لديهم مساحة أكبر للحركة تكون لديهم فرصة أكبر لتطوير عضلاتهم بسرعة.
- التغذية
صحة العظام والعضلات تعتمد على نظام غذائي متوازن، بما في ذلك فيتامين د والكالسيوم.
التنوع بين الأطفال
من الطبيعي أن يختلف توقيت المشي بين الأطفال، حيث أن كل طفل ينمو ويتطور وفقًا لوتيرته الخاصة. البعض يميل للحركة السريعة ويبدأ بالمشي مبكرًا بمجرد أن يكتسب القوة والتوازن اللازمين، بينما قد يحتاج آخرون إلى وقت إضافي لاستكشاف محيطهم وبناء ثقتهم قبل البدء بالمشي. قد يكون هذا التفاوت مرتبطًا بعوامل مثل طبيعة الطفل، ومستوى النشاط البدني، والتشجيع الذي يتلقاه من البيئة المحيطة. المهم هو منح الطفل الوقت والدعم اللازمين لتطوير مهاراته دون ضغط.

مراحل مشي الطفل الطبيعية
عمر 6-8 أشهر
- يبدأ الطفل بالجلوس بثبات.
- يحاول الوقوف بمساعدة الأثاث أو شخص بالغ.
عمر 9-10 أشهر
- يحاول الوقوف بمفرده لفترات قصيرة.
- يزحف أو يتسلق الأثاث وينقل وزنه من مكان إلى آخر باستخدام الأشياء حوله.
عمر 11-12 شهرًا
- يبدأ بالمشي خطوات قصيرة دون مساعدة.
- يكتسب الثقة تدريجياً في التحكم بتوازنه.
عمر 13-18 شهرًا
- يمشي بثقة أكبر ويبدأ في الركض.
- يصبح لديه قدرة أفضل على التوازن أثناء اللعب والحركة.
العمر | المهارات الحركية الرئيسية |
---|---|
6-8 أشهر | الجلوس بثبات والمحاولة للوقوف |
9-10 أشهر | الزحف والوقوف مستندًا على الأثاث |
11-12 شهرًا | خطوات قصيرة دون مساعدة |
13-18 شهرًا | ثقة بالمشي والركض |

أسباب تأخر المشي عند الرضع
الفرق بين التأخر الطبيعي والتأخر الذي يتطلب القلق
قد يتأخر بعض الأطفال في المشي بسبب تفضيلهم للزحف أو لعبهم بمواقف ثابتة، مثل الجلوس أو الانشغال باللعب بألعابهم المفضلة. هذا الأمر يعتبر طبيعيًا في كثير من الحالات، خاصة إذا كانوا يظهرون تطوراً في أنشطة أخرى مثل تحسين مهارات التواصل، استكشاف البيئة المحيطة بهم، أو استخدام أيديهم بشكل جيد للإمساك بالأشياء. ومع ذلك، يبقى من المهم مراقبة تطور الطفل بشكل عام للتأكد من أن جميع مهاراته الحركية والاجتماعية تتطور وفقًا للمعدل الطبيعي. ولكن متى يستدعي التأخر الانتباه؟ إذا كان الطفل لا يظهر أي محاولات للوقوف أو المشي بحلول الشهر الثامن عشر أو إذا كان هناك نقص واضح في التوازن والتنسيق، فقد يكون من الأفضل استشارة طبيب مختص للتأكد من أن كل شيء على ما يرام.
أسباب شائعة لتأخر المشي
- نقص فيتامين د
يؤثر نقص فيتامين د والكالسيوم على قوة العظام، مما قد يؤدي إلى تأخر المشي.
- الوزن الزائد
قد تؤدي زيادة وزن الطفل إلى صعوبة في التوازن والحركة مما يؤخر المشي.
- مشاكل صحية
بعض المشاكل مثل خلل في النمو العصبي أو اضطرابات وراثية قد تكون سببًا للتأخير.
“إذا شعر الأهل بأن تأخر الطفل في المشي غير طبيعي، يُفضل مراجعة طبيب الأطفال للتأكد من سلامة الطفل وتقييم نموه الحركي.”

كيف أساعد طفلي على المشي بسرعة؟
تمارين لتحفيز المشي
- ألعاب السحب والدفع
يوفر هذا النوع من الألعاب دعماً للطفل ويشجعه على تجربة التوازن أثناء المشي.
- تمارين الوقوف
ساعدي الطفل على الوقوف بمفرده لفترات قصيرة لتقوية عضلات الساقين.
أهمية التشجيع والبيئة الآمنة
- اجعلي بيئة المنزل آمنة لمنح الطفل حرية الحركة.
- قدّمي كلمات مشجعة وكافئيه بالابتسامات عند تحقيق تقدم.
هل المشاية تساعد أم تضر؟
على الرغم من أن المشّايات تبدو كأداة مفيدة، إلا أن معظم الخبراء ينصحون بتجنبها، لأنها قد تؤخر المشي إذ تعتمد حركة الطفل على المشاية بدلاً من توازنه.
الألعاب المناسبة لتحفيز المشي
اختاري ألعاباً تشجع الطفل على الحركة مثل الكرات القابلة للدحرجة أو ألعاب ذات أنظمة سير تتطلب متابعة.
متى يجب استشارة الطبيب؟
علامات تحتاج إلى انتباه
- إذا لم يحاول الطفل الوقوف بعمر 12 شهرًا.
- إذا لم يظهر أي محاولة للمشي بعمر 18 شهرًا.
- إذا كان يعاني من اضطرابات واضحة في التوازن أو التنسيق.
كيفية التشخيص
يمكن لطبيب الأطفال إجراء فحوصات لتحديد السبب، والتي قد تشمل:
- تقييم النمو الحركي
- اختبارات الدم لنقص التغذية
- مراجعات عصبية لتقييم الجهاز العصبي للطفل
“تذكري، كل طفل ينمو بمعدل مختلف، لذا حاولي ألا تقلقي بشكل زائد.”

خطوات تدعم مشي طفلك بثقة
نمو طفلك رحلة تستحق الاحتفاء بكل لحظاتها، فهو يشكل أساسًا لبناء شخصيته ومستقبله. قدمي له الدعم والتشجيع في كل خطوة يخطوها، وكوني صبورة أمام التحديات التي قد تواجهينه فيها. شاركيه لحظاته الصغيرة واحتفي بإنجازاته مهما بدت بسيطة، فهي تشكل مراحل مهمة في تطوره.
إذا كنت تشعرين بالقلق تجاه أي جانب من نموه الجسدي أو العاطفي أو الاجتماعي، لا تترددي أبدًا في التحدث مع خبير طبي أو مختص في الطفولة لتقييم الموقف وتقديم الإرشادات اللازمة.
تذكري دائمًا أن الطفولة مليئة بالتنوع والاختلاف، وكل طفل ينمو ويزدهر بطريقته الخاصة والمميزة. امنحيه الحب والاهتمام، ووفري له بيئة محفزة ليشق طريقه بثقة وسعادة.